رشوهم بالمياه.. تصاعد الاحتجاجات المناهضة للسياحة في إسبانيا

04:45 م
الإثنين 28 أبريل 2025
كتبت- سلمى سمير:
تجددت الاحتجاجات المناهضة للسياحة في إسبانيا، بعدما انتشر مقطع فيديو جديد يظهر سكانًا محليين يعتدون على سياح بالقرب من كنيسة ساجرادا فاميليا الشهيرة في برشلونة، وذلك في إطار تصاعد الغضب الشعبي من السياحة الجماعية.
وتجمع المتظاهرون في محيط الكنيسة التاريخية وهم يحملون مسدسات مياه، مرددين شعارات مثل “أيها السياح، عودوا إلى دياركم”، بينما كانت حافلة مليئة بالزوار تشق طريقها عبر الشوارع المكتظة. ووثق الفيديو، الأجواء المتوترة في ظل تزايد الرفض الشعبي للسياحة.
واستقبلت إسبانيا خلال عام 2024 أكثر من 90 مليون زائر أجنبي، وهو رقم قياسي أثار سخط السكان المحليين الذين أعربوا عن استيائهم من احتلال الشواطئ وارتفاع الضغط على الخدمات الأساسية. ويرى كثيرون أن السياحة المفرطة أدت إلى ارتفاع حاد في أسعار الإيجارات وتراجع فرص الحصول على سكن ميسور، مما دفع العائلات المحلية إلى مغادرة منازلها ومناطقها.
وفي محاولة للضغط على الحكومة الإسبانية، نظم النشطاء إضرابات عن الطعام، وكتبوا رسائل احتجاجية على المعالم السياحية، كما رشوا السياح بمسدسات المياه في إطار حملاتهم الرمزية لإظهار حجم الاستياء الشعبي.
وفي وقت سابق من هذا الشهر، وتزامنًا مع عطلة عيد الفصح، خرج مئات الآلاف من الإسبان إلى الشوارع في أكثر من 40 مدينة، محتجين على ارتفاع تكاليف السكن واستمرار غلاء المعيشة دون تدخل حكومي ملموس.
ولا تُعد هذه التظاهرات جديدة؛ ففي صيف العام الماضي، نظم السكان في مناطق سياحية بارزة مثل مايوركا وبرشلونة احتجاجات مشابهة، حيث رفع النشطاء لافتات كتب عليها “اذهبوا إلى دياركم”، وحملوا شعارات مناهضة للسياحة، داعين إلى وضع قيود صارمة على تدفق الزوار الأجانب.
وفي جزيرة مايوركا، أغلق سكان محليون جسديًا الممرات المؤدية إلى شاطئ كالو ديس مورو الشهير، الذي يجذب آلاف السياح والمؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي سنويًا. ورفع النشطاء لافتات تطالب برحيل السائحين، ووزعوا منشورات توعوية لتحذير المصطافين من تأثير السياحة المفرطة على حياتهم.
وفي صيف 2024، تعرض سياح كانوا يتناولون وجباتهم في مطاعم برشلونة لهجمات مفاجئة، إذ أظهرت لقطات مشاهد لزوار مطاعم مختلفة يتم رشهم بمسدسات المياه، مما اضطر بعضهم إلى مغادرة أماكنهم تحت الضغط.
وجاءت الاحتجاجات تحت شعار “كفى! فلنضع قيودًا على السياحة”، حاملين لافتات مثل “برشلونة ليست للبيع” و”أيها السياح، عودوا إلى دياركم”، في تعبير واضح عن حالة الاستياء العارم من الأثر الاجتماعي والاقتصادي للسياحة الجماعية.