خبير سياسي: المصالح الدولية والإقليمية تتشابك في ليبيا

08:10 م
الأحد 27 أبريل 2025
كتب- عمرو صالح:
أكد الخبير السياسي المهتم بالشأن الليبي عادل الخطاب، إن الجميع في ليبيا يسعى حاليًا لإنهاء حالة الانقسام السياسي وإتمام الانتخابات البرلمانية المنتظرة وأيضًا تشكيل الحكومة وذلك من أجل مستقبل أفضل للبلاد.
وأضاف “الخطاب” في مداخلة هاتفية على فضائية الحدث اليوم، أن المصالح الدولية والإقليمية تتشابك في ليبيا رأسيا وأفقيا، وتشهد الساحة تحالفات جديدة تثير العديد من التساؤلات حول طبيعة هذه التقاربات وأسبابها ودوافعها، ومن المستفيد من هذه التحركات وهل الهدف الرئيسي منها هو توحيد مؤسسات الدولة وعلى رأسها المؤسسة العسكرية، أم أنه مجرد تقاربات شكلية الهدف الرئيسي منها تنفيذ أجندات وإقصاء بعض الشخصيات من المشهد السياسي.
وأوضح، أن تلك التساؤلات بدأت منذ فبراير الماضي عندما أجرى نائب قائد القيادة العسكرية الأمريكية في إفريقيا، مباحثات مع مسؤولين ليبيين من معسكر الشرق والغرب، وعمل على الترويج لمخطط تشكيل قوى عسكرية أمنية مشتركة وتوحيد المؤسسة العسكرية في البلاد على الرغم من الخلافات المعروفة بين معسكري الساحة الليبية.
وأكد، أن نائب قائد أفريكوم أجرى في طرابلس لقاءات مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، وعدد من قادة القوات العسكرية التابعة لحكومته، من بينهم رئيس الأركان العامة الفريق محمد الحداد، كما عقد الوفد العسكري الأمريكي اجتماعاً في بنغازي مع قائد الجيش الوطني الليبي، ورئيس أركان القوات البرية الفريق.
وأشار إلى أن التقارب الأمريكي، مع أحد معسكرات الساحة السياسية ليس بغريب، لكن ما لم يكن متوقعاً هو أن يقوم رئيس أركان القوات البرية بالجيش الوطني الليبي بزيارة إلى تركيا، واستقباله بحفاوة بعزف النشيد الوطني وعرض عسكري رسمي في وجود كبار القادة في الجيش التركي، وقد تم استقباله في مقر رئاسة القوات البرية التركية بمنطقة جانكايا في العاصمة التركية أنقرة، وتم الاتفاق على 30 برنامجاً تدريبياً لقوات الجيش الوطني الليبي في مجالات الدفاع والصيانة وإزالة الألغام والدعم الفني.
وأوضح، أن هذا التقارب وهذه الزيارة تقف وراءها الولايات المتحدة الأمريكية وهي من نسق ورتب الخطوة، حيث إن واشنطن ترى في تركيا شريكاً مهماً لتنفيذ مخططاتها في ليبيا، وبالتالي إذا أرادت واشنطن أن تنفذ خطتها في ليبيا فهي في أمس الحاجة لأن يكون هنالك تقارب بين تركيا ومعسكر الشرق.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية لطالما كانت تسعى لعدم وجود بعض الشخصيات السياسية المهمة في العديد من المناسبات والتي كان أبرزها في عام 2021 عندما حاولت أن تُقصي بعضهم وتمنعهم من خوض الانتخابات الرئاسية التي كان من المقرر أن تنعقد في ديسمبر 2021 عبر قبولها لدعوى قضائية في محكمة فيدرالية في ولاية فرجينيا.
واستطرد أن الإدارة الأمريكية الجديدة قررت إتباع نهج جديد وهو التحالف مع تركيا في ليبيا بحجة ضرورة توحيد المؤسسة العسكرية للدولة، وبالتالي فإن هذا التقارب ستكون عواقبه وخيمة على تلك الشخصيات.
واستند في تحليله ربطه لأحداث عام 2021 وقضية فرجينيا وتقرير الأمم المتحدة الأخير الذي وجه اتهامات ضمنية لبعض الشخصيات وارتباطهم بأزمة النفط من خلال شركة خاصة تعمل في بيع النفط الخام، وبالتالي فإن واشنطن عبر الأمم المتحدة تعمل بالفعل على التجهيز لإقصاء بعض الشخصيات فور توحيدهم للمؤسسة العسكرية وبالتالي إقصاءهم من المشهد السياسي والعسكري.