توماس فريدمان يهاجم ترامب ونتيناهو: يرسخان لقومية عرقية شرسة

05:58 م
الخميس 10 أبريل 2025
وكالات
يعتقد الكاتب الأمريكي توماس فريدمان أن الرئيس دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يسعيان لتبني أسلوب الحكم الاستبدادي، حيث يعملان على تقويض مبدأ سيادة القانون وما يُطلق عليه “النخب” في بلديهما، ويهدفان إلى تفكيك ما يسميانه “الدولة العميقة”.
وفي مقاله الأسبوعي بصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، عبّر فريدمان عن شعوره بمزيج من الاشمئزاز والإحباط عند رؤيته صورة تجمع ترامب ونتنياهو في المكتب البيضاوي يوم الإثنين الماضي.
ويتسم المقال بنقد حاد موجه للرئيس الأمريكي وضيفه الإسرائيلي، إذ يرى فريدمان أن كلاهما يقود بلاده بعيدا عن طموحها في أن تكون نموذجا يُحتذى به عالميا، متجهين نحو “قومية عرقية ضيقة وشرسة”.
وأضاف فريدمان، أن الزعيمين ينظران إلى خصومهما السياسيين كأعداء داخليين بدلا من اعتبارهم معارضين مشروعين، كما أن كليهما اختار تعيين شخصيات غير مؤهلة في مناصب حكومية.
وأشار الكاتب الأمريكي، إلى أن ترامب ونتنياهو يتجاهلان حلفاءهما التقليديين من الديمقراطيين، ويؤمنان بأن ضم المزيد من الأراضي هو حق مقدس، سواء كان ذلك “من خليج أمريكا إلى جرينلاند” بالنسبة لترامب، أو “من الضفة الغربية إلى غزة” بالنسبة لنتنياهو.
واستند فريدمان إلى كتاب “عالم ما بعد أمريكا” للإعلامي فريد زكريا، الذي نُشر عام 2008 وتوقع فيه تراجع الهيمنة الأمريكية النسبية مع انتهاء الحرب الباردة، وانطلاقا من ذلك، رأى فريدمان أن ترامب ونتنياهو يمهدان لبلديهما نحو مرحلة “ما بعد أمريكا” و”ما بعد إسرائيل”، موضحا أن “ما بعد أمريكا” تعني تخلي الولايات المتحدة عن هويتها كدولة ملتزمة بسيادة القانون داخليا وتحسين أوضاع البشرية خارجيا، بينما “ما بعد إسرائيل” تشير إلى تخلّي إسرائيل عن كونها دولة ديمقراطية تقوم على القانون.
وفي وصف أدبي، تحدث فريدمان عن أمريكا كمنارة أخلاقية وسياسية، كـ”مدينة عظيمة تقوم على أسس صلبة تفوق قوة المحيطات، تتألق بالحرية والتجارة والإبداع، وتفتح أبوابها لكل من يملك الإرادة للوصول إليها”.
لكن الكاتب الأمريكي، أضاف أن ترامب ونائبه جيه دي فانس يسعيان لتحويل الولايات المتحدة إلى دولة تتعامل مع حلفائها الديمقراطيين باستخفاف، وتهمل قوتها الناعمة التي يزدريانها، رغم أنها ميزتها الأبرز مقارنة بروسيا والصين.
وفي مقارنة، لفت فريدمان إلى أن ترامب أقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بدعوى عدم الولاء الكافي، بينما يبدو نتنياهو على وشك اتخاذ خطوة مماثلة مع رئيس جهاز “الشاباك” رونين بار، الذي يحقق مع مساعدين مقربين منه.
وأعرب فريدمان عن أسفه لاستغلال الزعيمين الانقسامات الداخلية وتوظيفهما معاداة السامية لأغراض سياسية، محذرا من أن ذلك يهدد تماسك المجتمع.
وشدد الكاتب الأمريكي على ضرورة مواجهة هذه التوجهات، معتبرا أن النضال للحفاظ على الديمقراطية والحرية في هذه الدول يمثل معركة حاسمة.