الموت يجمع أشقاء “الخمايسة” في خزان العاشر.. كابوس الرحلة ال

08:54 ص
الأربعاء 09 أبريل 2025
كتب ـ رمضان يونس:
في رحلة ولت على غير رجعة؛ قصد “مصطفى رمضان”، قاهرة المعز وأشقاؤه الثلاثة محمد وأحمد وفارس “رحلة شقا” مع أحد المقاولين بمجال الصرف الصحي. لم يعلم أي من الأخوة مصيرهم المجهول، وأن مآلهم الأخير إلى قاع خزان لن يغادروه أبدًا.
مطلع الأسبوع الجاري، وصل قطار الصعيد إلى محطته الأخيرة؛ القاهرة، وعلى متنه الأشقاء الأربعة، وآخرون لم يجمعهم سوى العنوان: قرية الخمايسة على أطراف مركز جهينة بسوهاج.
هنا بدأت حكاية كان موعدها آخر أيام العيد.
كانت الثامنة إلا الربع من صباح الثلاثاء، حين بدأ مصطفى وأخوته مباشرة عملهم باليومية في مشروع الصرف الكائن بالحي الثالث من مدينة العاشر من رمضان.
“ربنا ما يقطعها عادة”…
كانوا كما كل صباح يغدون خماصًا على أمل أن يعودوا بقليل يكفيهم السؤال. كانوا يظنون هذه المرة أنهم عائدون.. كانوا يحلمون ربما إلا أن تبدل كل شيء في غمضة عين، ليس فقط لهم، بل لمن هم هناك في القرية ينتظرون عودتهم.
قبل مغيب شمس اليوم ذاته، وقع مصطفى فجأة داخل الخزان. لحقه أشقاؤه واحدًا تلو الآخر، كل يحاول إنقاذ شقيقه. فالعودة الناقصة فردًا لا يعرفها تجمعهم. مات ثلاثة ونجا واحد من الفاجعة.
على شفا خزان الصرف، كان المشهد جللًا.
كانت فوهة البركان مرآة ينظر فيها عمال الشركة إلى مصير محتمل ليس ببعيد عنهم. 3 من جثث زملاء كانوا هنا قبل قليل، وهي الآن ساكنة تمامًا.
لم يخرج من جحيم الخزان سوى الشقيق الرابع وعامل هوى لما دنى. كلاهما يصارعان ما نفذ من غاز إلى رئتيهما.
على أطراف “الخمايسة” مركز جهينة، تبدو المآسي حاضرة في “نزلة علي”، تتهيأ لاستقبال أوجاع الفقد، واستلام أبناء عائلة “الهجرسى”، العائدين في أكفانهم من منطقة الـ 6 مليون بالعاشر من رمضان.
القائمة تضم 5 من العمال، بينهم 3 من عائلة واحدة، يصارع رابعهم موتًا يقترب.
العزاء داخل “الخمايسة” وعلى منصات التواصل الاجتماعي الكل مُشارك، بدعوات الرحمة والمغفرة وذكر محاسن من راحوا؛ “مصطفى” خريج الأزهر، وشقيقيه “أحمد وفارس”، الذين ضمهم الحُلم يومًا وأطبق البئر على أجسادهم، فلم يفترقوا، انتهت حياتهم قبل أن ينتهي العمل.